في عالم الألعاب، هناك سلاسل ظهرت للحظة ثم اختفت، وهناك سلاسل صنعت لنفسها مكانة ثابتة دون ضجيج وسلسلة Metroid Prime واحدة من تلك التي صنعت المجد بالهدوء، والأجواء ، وبالتصميم المتقن. ليست لعبة تعتمد على الكلام الكثير، ولا على صراخ الشخصيات، بل على شعور الاستكشاف، العزلة، وتوتر و العالم الغريب الذي يتحرك ويتنفس رغم سكوته.

منذ أول جزء سنة 2002، شكّلت Metroid Prime نقلة نوعية في نينتيندو لأنها لم تكن مجرد نقلة من 2D إلى 3D بل كانت فلسفة جديدة بالكامل.
Metroid Prime (2002)

الجزء الأول لم يكن مجرد لعبة منظور أول بل كانت تجربة كاملة في عالم Tallon IV الصامت الذي يشرح قصته بصمته.

الجزء الأول وضع الأسس التي بُنيت عليها السلسلة، ويمكن وصف أسلوب لعبه بأنه مزيج بين المغامرة والاستكشاف على طريقة 2D Metroid، لكن داخل منظور الشخص الأول.

أسلوب الاستكشاف يجعلك دائمًا تعود لأماكن زرتها وتكتشف فيها شيئًا جديدًا كما اضافة نظام المسح (Scan) الذي يعطيك تاريخ الكوكب، النباتات، الكائنات، وحتى الحضارة القديمة التي انهارت.

Metroid Prime 2: Echoes (2004)

الجزء الثاني هو التجربة الأكثر “ظلامًا” في السلسلة.
قرر الاستوديو ان يعمل على تغييرات جذرية وهم عالمان متوازيان النور والظلام.
وهنا دخلت السلسلة إلى مرحلة أكثر نضجًا:
أجواء مُحبِطة ومخيفة، أقرب إلى ألعاب الرعب النفسي.
أعداء أذكى، ومناطق تتطلب تخطيطًا وليس فقط حركة.
قصة أكثر عمقًا، فيها حديث عن الطفيليات والفساد الكوني.
الجزء الأكثر صعوبة وعمقًا
أخذت الاساس الممتاز من الجزء الأول، وأضافت عليه مستوى عالٍ من التعقيد.
إنه الجزء الأكثر تحديًا في السلسلة.
أهم خصائص أسلوب اللعب في Echoes:
العالم المزدوج: Light Aether وDark Aether
كل منطقة لها نسختان:

نسخة مضاءة مليئة بالألغاز والوحوش.
نسخة مظلمة مليئة بالسموم، حيث ينقص مستوى الصحة باستمرار خارج الحواجز الضوئية.
هذا النظام جعل الاستكشاف أكثر توترًا وتعقيدًا، وجعل اللاعب يفكر في كل خطوة قبل أن يدخل عالَم الظلام.

Metroid Prime 3: Corruption (2007)

مع إطلاق الـWii، كان متوقعًا أن يتغير أسلوب القتال وهذا ما حدث.
Prime 3 جلبت الحركة الأكثر سلاسة، والتوجيه بالـ Wii Remote جعل إطلاق النار وتحريك Samus ممتعًا بشكل غير طبيعي.

الجزء الثالث كان مشهد الختام الكبير للثلاثية:
مغامرات بين عدة كواكب بدل كوكب واحد.
معارك ضخمة، خصوصًا ضد Dark Samus و Phazon.
شعور سينمائي لأول مرة، لكن دون التخلي عن جو العزلة.
موسيقى ملحمية أكثر من السابق.
اللافت في Corruption أنها ربطت كل خيوط القصة، وأعطت نهاية محترمة لإحدى أعظم ثلاثيات ألعاب المغامرات.

اما من ناحية اسلوب اللعب فهوا أكثر جزء حركي وسينمائي في سلسلة
الجزء الثالث استغل قدرة جهاز الـWii لتقديم أسلوب لعب أكثر حرية، وأكثر حركة واستجابة.

العناصر الأساسية في أسلوب اللعب:
1التحكم الحركي (Motion Controls)
هذا التغيير جعل:
التصويب أسرع وأكثر دقة
القتال أكثر حيوية
الحركة أكثر سلاسة
كان هذا نقلة كبيرة مقارنة بالجزأين السابقين.
2 السفر بين عدة كواكب

لأول مرة، تتركز اللعبة على منظومة شمسية كاملة بدل كوكب واحد.

كل كوكب له طابع لعب مختلف:
كوكب بري
كوكب صناعي
كوكب مليء بالفوضى والطاقة السوداء
مناطق فضائية ومختبرات
هذا أعطى تنوّعًا ممتازًا وكسر الإحساس بالتكرار.

مالمميز في سلسلة Metroid Prime
سلسلة Metroid Prime لا تحاول إبهارك بل تجعلك تكتشف بنفسك.
لا تعتمد على الحوارات الطويلة.
لا تعتمد على الحركات السينمائية المبالغ فيها.
لا تقدم عالمًا مزدحمًا، بل عالمًا “وحيدًا” لكن ممتلئًا بالقصص المدفونة.
أعداؤها ليسوا مجرد وحوش، بل جزء من نظام بيئي كامل.
اللعبة تعلمك أن الصمت قد يكون أعمق من الكلام، وأن الاستكشاف الحقيقي ليس في هزيمة الأعداء بل في فهم العالم.

الخاتمة
Metroid Prime
ليست مجرد سلسلة ألعاب، بل تجربة فنية تجمع بين العلم والخيال، وبين العزلة والمعنى.
من 2002 إلى اليوم، أثبتت أن الألعاب يمكن أن تكون هادئة لكنها عظيمة، بسيطة لكنها غامرة




شارك في النقاش
لتترك تعليقًا، سجِّل دخولك.