المقدمة

منذ أكثر من عقد من الزمان، صنعت سلسلة Borderlands لنفسها مكانة خاصة بين ألعاب التصويب بفضل أسلوبها الفريد الذي يمزج بين الأكشن السريع وأسلوب الرسم الكرتوني والكمية الهائلة من الأسلحة العشوائية التي لا حصر لها. مع كل إصدار جديد، لم تكن اللعبة مجرد لعبة تصويب تقليدية، بل كانت تجربة تعاونية مليئة بالجنون والكوميديا السوداء والشخصيات التي تبقى عالقة في الأذهان. ومع الجزء الرابع، يتطلع استوديو Gearbox Software إلى تقديم تجربة تعيد السلسلة إلى الأضواء مع كبار ألعاب التصويب، فهل نجح الاستوديو في ذلك؟ – دعونا نتعرف على ذلك.

معلومات عن اللعبة

القصة

تقع أحداث اللعبة على كوكب السجن Kairos بعد ست سنوات من حادثة اصطدام القمر Elpis (الذي قامت Lilith بنقله عبر جهاز التنقل في نهاية Borderlands 3) بحاجز الكوكب الواقي.يأخذ اللاعب دور الصيادين "Vault Hunters" في محاولة لإشعال ثورة للإطاحة بحكم الدكتاتور الخالد الـ "Time Keeper" المتحكم المستبد في الكوكب.تستكشف القصة مواضيع القمع والتمرد، مع نبرة أكثر ظلامًا وواقعية مقارنة بالأجزاء السابقة، مع أحداث قوية ومستوى مشاهد جيد وعمق ممتاز لمحبي التعمق في القصص، وتتميز اللعبة بشخصياتها المتنوعة ومستوى حوارات ممتاز الذي يمزج بين الكوميديا السوداء والكلام الجدي مع مراعاة ممتازة لتوقيت الحوارات وإلقاء النكت، أما الشخصيات الرئيسية فتتميز كل شخصية بحواراتها المميزة وتفاعلاتها مع العالم، مع وجود مهام جانبية كثيرة منفصلة بقصصها الصغيرة وشخصياتها أو مرتبطة بالقصة الأساسية.

كوكب Kairos – كآبة وجمال في عالم مفتوح حقيقي

لأول مرة في السلسلة يتم استخدام العالم المفتوح الكامل كأساس للعبة، بعد أن كانت الأجزاء السابقة تتبع نظامًا خطيًا في المناطق مع انفتاحية في استكشاف كل منطقة، أما في هذا الجزء، تعطي اللعبة الحرية المطلقة للاعب في استكشاف كل ما يثير اهتمامه في العالم، حيث يمكن للاعبين التنقل بحرية على الأقدام أو باستخدام مركبة بين مناطق واسعة مليئة بالمهام الجانبية، والأعداء، والأسرار، والكنوز المخفية، وكل هذا ليس مجرد خلفية أو حشو للعالم، بل يدخل إلى أسلوب اللعب نفسه، على الرغم من بعض القرارات التصميمية المزعجة والمنفرة من بعض المحتوى الجانبي، إلا أن مستواه جيد ومرضٍ.بسبب اصطدام قمر Elpis بحاجز Kairos، أدى ذلك إلى تغيرات بيئية كبيرة، يتميز العالم بتنوع كبير للبيئات، فهو يشمل الصحاري القاحلة، والمدن المدمرة، والغابات المضيئة، والمختبرات عالية التقنية، ويكون لكل منطقة سكانها وأعداؤها وتجميعاتها الخاصة بها، مع تفاصيل دقيقة تميز كل منطقة تجعلها مميزة عن أي منطقة أخرى.

أسلوب اللعب

لطالما كان أسلوب اللعب في السلسلة يجمع بين الأكشن السريع والسعي المتواصل إلى الحصول على موارد وأسلحة أفضل، صانعًا حلقة لعب ممتعة وإدمانية، ومع هذا الجزء استطاع الاستوديو دفع هذا الأسلوب إلى الأمام.

فنظام الحركة الجديد يعطي خيارات وتنوعًا كبيرًا في أسلوب اللعب، حيث بإمكان اللاعب القيام بالركض، القفز، القفز المزدوج، الانزلاق، التسلق، المراوغة، واستخدام الخطاف للوصول إلى الأماكن العالية أو استعمالها في القتال، ومع نظام تقدم ممتاز يجمع بين تطوير الشخصية، تخصيص القدرات، وجمع الغنائم النادرة، مما يوفر تجربة مستمرة ومليئة بالتحديات، ويحفز اللاعبين على استكشاف العالم بالكامل وتجربة أساليب لعب مختلفة، مع تصميم مهام يشجع على التنوع وتطبيق استراتيجيات مختلفة في كل قتال، وتتيح اللعبة ميكانيكية "Second Wind" التي تمكن للاعب العودة إلى القتال مباشرة عند استنزاف صحته من خلال قتل أحد الأعداء، ولا يقف التنوع عند ذلك، فتنوع الأعداء ممتاز والخلط بين أنواعهم في كل قتال يجعل من كل قتال مميز ومواجهات زعماء مليئة بالأكشن والحماس، وحتى بعد إنهائك القصة لا يزال هناك عالم مليء بالأسرار والزعماء السريين الذين يستطيع اللاعبون اكتشافهم وهزيمتهم ويكونون مميزين عن زعماء القصة.أما نظام الغنائم، فتتميز السلسلة باحتوائها على عدد هائل من العتاد والأسلحة المختلفة، كل منها يمتلك خصائص وندرة مختلفة تؤثر على طريقة اللعب، فتشجع اللاعب طوال الوقت على الاستكشاف والحصول على أسلحة وعتاد أقوى، مكوناً حلقة لعب مثالية تبقي اللاعب دائماً في حالة ترقب لأي مواجهة أو مناطق سرية.

ولكن، رغم كل إيجابيات أسلوب اللعب والتقدم، إلا أن التوازن في اللعبة غير ثابت وغريب. فاللعبة تمتلك نظام تدرج مستوى يجعل مستوى الأعداء دائماً مقاربين لمستوى اللاعب، ولكن هذا النظام في معظم الأحيان يكسر انسيابية التقدم في اللعبة. فبعد كل مهمة رئيسية، يرتفع مستوى الأعداء بشكل غريب، فتشعر طوال الوقت أنك تحت المستوى المطلوب، فتجبر اللاعب على القيام بالـ Grind حتى يزيد من مستواه. ولكن المشكلة الأخرى أنه حين تزيد مستواك، تقوم اللعبة بزيادة مستوى الأعداء، ويصبح الجهد الذي قام به اللاعب بلا فائدة. وبعض الأحيان الأخرى، عند اقتحامك لبعض المناطق، ترى تفاوتًا غريبًا في المستوى بين الأعداء. وأيضًا، يوجد العديد من الأسلحة والقدرات القوية جدًا التي تمكن اللاعب من قتل أشد الزعماء بضربة واحدة فقط.

التوجه الفني والرسومات

إحدى أكثر النقاط جدلاً بين اللاعبين والنقاد، أولاً لنتحدث عن التوجه الفني. عرفت سلسلة Borderlands دائماً بتوجهها الفني المميز الذي يشابه أسلوب الـ Cel-Shaded، حيث تبدو الشخصيات والبيئات وكأنها مرسومة بخطوط سميكة وألوان زاهية تعكس طابعاً كرتونياً مليئاً بالسخرية والفوضى، وهذا ما يميز اللعبة عن غيرها من ألعاب التصويب.في Borderlands 4، حافظ المطورون على هذا الأسلوب الفريد، لكنهم طوروه بشكل ملحوظ، فأصبح أكثر دقة وغنى بالتفاصيل العالية، وإضاءة ديناميكية تضيف عمقاً وحيوية على العالم دون أن يفقد هويته الكرتونية.

الأداء التقني

فتعاني اللعبة من العديد من المشاكل التقنية، فتأخر تحميل الـ Texture بشكل نظامي تسبب سوء مظهر اللعبة العديد من المرات، فترى العديد من الأشياء في العالم تظهر فجأة، أو هبوطاً حاداً في الإطارات، والذي يزداد سوءاً عند التقدم في اللعبة، أو أخطاء تقنية تمنعك من التقدم، وعدم وجود إعدادات كإعداد تغيير مدى الرؤية "الـ FOV" أو إطفاء الـ Motion Blur، فعدم وجود هذه الإعدادات يسبب بعض المشاكل الصحية لعدد من الناس، والخاصة الحساسين من دوار الحركة "Motion Sickness"، وقد تسبب اللعبة ألماً في العين، أو صداعاً أو غثياناً إذا لعبتها طويلاً، فلا يمكنك لعب اللعبة لمدة طويلة دون التعرض لهذه الأعراض، على الرغم من ذلك، الرسومات جميلة جداً عندما تعمل بشكل صحيح، وأغلب هذه المشاكل يمكن حلها من خلال التحديثات.

ملاحظات جانبية

يمكن للاعبين الجدد الدخول إلى اللعبة دون الحاجة للعب الأجزاء السابقة، حيث إن أحداث اللعبة تدور على الكوكب الجديد بالكامل Kairos، حيث ستلتقي بأبطال وأشرار جدد، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية للاعبين الجدد أيضًا. وسيستمتع عشاق Borderlands القدامى برؤية بعض الوجوه المألوفة، لكن يمكنكم الاستمتاع بـ Borderlands 4 تمامًا دون أي معرفة مسبقة بالأجزاء السابقة.يوجد حل مؤقت لمشاكل الإطارات ويتطلب ذلك الخروج من اللعبة ثم العودة إليها.

تمت مراجعة اللعبة على نسخة جهاز PlayStation 5 حصلنا عليها من الناشر.

0
1
2
3
4
5
6
7
8
9
.
0
1
2
3
4
5
6
7
8
9
الخلاصة

تعود سلسلة Borderlands مرة أخرى إلى واجهة ألعاب التصويب، مقدمةً أسلوب حركة متطور وسلس يجعل التنقل في بيئاتها الضخمة أكثر متعة، مع مواجهات ملحمية مليئة بالإثارة والتنوع، وعالم واسع غني بالتفاصيل والأسرار التي تدفعك دائمًا للاستكشاف. القصة بدورها تنجح في إدخالك مباشرةً إلى أجواء اللعبة المميزة التي تجمع بين الجدية واللمسة الكوميدية المعتادة للسلسلة، مما يضيف لها طابعًا خاصًا يجذب اللاعبين منذ اللحظة الأولى. وعلى الرغم من المشاكل التقنية العديدة التي قد تشتت التجربة في بعض اللحظات، إلا أن Borderlands 4 تظل واحدة من أجمل وأمتع تجارب التصويب التعاونية التي يصعب تفويتها.

المحاسن

  • أسلوب لعب ممتع وسريع مع نظام حركة رائع وميكانيكيات تصويب مصقولة
  • قصة رائعة مع أحداث جميلة وشخصيات متنوعة ولور ممتاز لمحبي التعمق في القصص
  • عالم مفتوح كبير ومتنوع غني ومليء بالألغاز والأسرار
  • نظام غنائم رائع ومتنوع يتيح إمكانية طرق لعب كثيرة
  • حلقة لعب إدمانية تجعل اللاعب متعطشًا للاستكشاف وتطوير نفسه طوال الوقت
  • أسلوب فني مميز وجميل
  • قابلية لإعادة اللعب واللعب باستمرار حتى بعد نهاية القصة

المساوئ

  • العديد من المشاكل التقنية التي تؤثر على التجربة وقد تسبب مشاكل صحية
  • بعض القرارات التصميمية الغريبة التي تزعج وتنفر اللاعب من القيام بالمحتوى الجانبي
  • نظام التوازن غريب وغير ثابت