المقدمة
تعود لنا سلسلة Digimon – المعروفة في الوطن العربي بـ"أبطال الديجيتال"– بجزء جديد، ألا وهو Digimon Story Time Stranger، يروي لنا قصة عن العالمين الرقمي والحقيقي، وخط السير الزمني الذي يحمل بطلنا، تم التسويق للعبة بأنها مدخل مناسب للجدد على السلسلة وكذلك المخضرمين، فهل استحقت اللعبة الحماس والانتظار؟
معلومات اللعبة
القصة:
تتيح لك اللعبة قبل بدايتها اختيار شخصية البطل ما بين اثنين، ذكرٍ وأنثى، لك حرية اختيار اسمهم الأول، أما اسم العائلة فهو Yuki –لأسباب قصصية–، تبدأ القصة بصورة اعتيادية حيث تحقق في حوادث عجيبة في المنطقة تحت مظلة منظمة ADAMA، فتكتشف الوحوش الرقمية –Digimon–، وحلفاء جدد، وأسرار متعددة تنكشف تارة تلو الأخرى.
تم الأحداث شبه ثابت ولا يحوي على لحظات ملل كثيرة، الأمر أقرب لتجربة متابعة أنمي Digimon أكثر من "سايبر سلوث"، إضافة إلى أن حلفاءك هنا سيشكلون إضافة كبيرة للعبة وقصتها وليسوا مجرد دعم معنوي أو فان سيرفس، أحد الأحداث المرتبطة بأحدهم كان جنونياً بصورة وحشية، لا مجال لذكره تحديداً لئلا نحرق، ومنذ ذلك الحين حتى نهاية اللعبة، لا يتوقف الحماس والإبداع في الكتابة، عتبي الوحيد أن بعض الشخصيات وDigimon لا تواصل كونها مبهرة رغم استمرار تواجدها وكأن دورها اختزل فقط في حدث معين، بعيداً عن هذا اللعبة ستزج بك في حلقة من المغامرات الشيقة خصوصاً لو كنت من محبي السلسلة.
جسدت اللعبة عدة قضايا مجتمعية عديدة لعل أبرزها قد يكونان "الكذب" و "الضياع". وكذلك قضايا سياسية وناقشتها بشكل منطقي.
ملاحظة*: يوجد في اللعبة إشارات (References) عديدة لألعاب وأنميات Digimon وهناك عناصر مكافأت تخصها (تحديدا Digimon Adventure 01) وفان سيرفس جانبي للعشاق المخضرمين.

أسلوب اللعب:
أسلوب لعب اللعبة عبارة عن قتال تبادل أدوار اعتيادي، وبعيدًا عن التواجد المعتاد للـ Elemental Weakness كالنار و الماء، هناك 3 أنواع للـ Digimons: فيروس، بيانات، ولقاح. الفيروس ضعيف للقاح، واللقاح ضعيف للبيانات، والبيانات ضعيف للفيروس، كأنها لعبة حجر ورقة مقص. وربما قد يكون الـ Digimon لديك عديم النوع. لديك في الأساس 3 من ال Digimons مقاتلين و3 على مقاعد البدلاء، يمكنك التبديل بينهم دون استهلاك دورك، فلك فرصة دراسة الخصم واستغلاله. يمكنك اقتناء الـ Digimons عن طريق قتالهم المتكرر، مع كل قتال تقريبًا يزداد مقياس دراستك للـ Digimon المحدد في قاعدة البيانات بنسبة تقارب 10%-20% (قد تزداد حسب ندرة الـ Digimon)، فحين يصل لنسبة 100% يمكنك استخراجه من قاعدة البيانات واستعماله في القتال، وإذا وصل 200% يكون في ذروة كفاءته. فيتمتع بإحصائيات أعلى. ما يميز هذا النظام هو قيمة إعادة القتالات، فإذا أحسست أن أحد الـ Digimon "مستفز" ويسبب لك المعاناة، تحمله وقاتله مرارًا وتكرارًا حتى تقتنيه وتطبق هذا الاستفزاز على أعدائك. وحتى أن هذا النظام يجعلك تقدر كل قتال في الدنجن، لا مشكلة إن هربت من الأعداء وباشرت للقصة؛ لأن تفريم اللفل ليس بمشكلة، فهناك ميكانيك خاص يتيح لك إعطاء الـ Digimon راحة وتمرينه كي يكتسب مستويات وقدرات جديدة. فالقتال هنا هدفه المتعة وتجميع الـ Digimon والعناصر أكثر من فائدته لتطوير المستوى –لا تكاد تذكر عدا للمعارك الكبيرة–.
الصعوبة
أما الـ difficulty spike فتعد معقولة جدًا ولن تسبب لك مشكلة غالبًا، حتى لو سببت لك، خيار تغيير الصعوبة متاح في كل الأوقات تقريبًا. الدنجنز ليست بمميزة عن الألعاب الأخرى، فهي محض حاوية للأعداء، وقَل ما تواجه أحداث فريدة فيها –بعيدًا عن القصصية–. لسوء الحظ، ستقضي جزءًا كبيرًا من مدة اللعبة في الدنجنز.،بعيدًا عن استكشاف العالم الرقمي الذي يعطي للاعب شعورًا فريدًا مشابهًا للشخصية الرئيسية، فتقديم العالم هناك كان مميزًا ومختلفًا كليًا عن دنجنز اللعبة الباهتة، ولكن الحوارات مع الـ Digimon التابعين لك قد تؤنسك قليلًا فهي ما يميز الدنجنز، منها الظريف ومنها الدرامي، وأغلبها تفتح لك تطور (Digivolution) جديد لهيئة الـ Digimon الخاص بك، وكذلك استعمال الـ Digimon في القتالات. بالحديث عن التطور، قد تكون هذه أوسع لعبة قدمت نظام التطور، كل Base Digimon يمكنك رؤيته كأنه جذر الشجرة، وله 5 أبناء ومن كل ابن 3 أبناء، ولك الحساب. بعض الدنجنز ستكون شحيحة من ناحية تواجد بعض الـ Digimon فقد لا تستطيع استخلاص Digimon يناسبك، في هذه الحالة ستضطر لعمل تدهور (De-Digivolution) لأحد الـ Digimon المتقدمين لديك ثم تطوره لـ Digimon آخر، ولن تستعمل هذه الحالة مرة أو اثنين فقط، خصوصًا لو كنت تلعب على الصعوبة القصوى (وربما بشكل مستمر لو جربت الصعوبات الفائقة التي تتاح عند تختيمك اللعبة لأول مرة)، بالنسبة للقتال العادي فتجربته قائمة على تنوع القدرات مع قليل من الـ QTE، فبعض القدرات يؤخر دور الخصم وبعضها يضعفه –مثل أغلب ألعاب الـ RPG الأخرى– بعض هذه المهارات خاص بالـ Digimon وبعضها مكتسب من الغير، إضافة لإتاحة خيار تسريع سرعة القتالات بسرعة تصل لـ ×5، ربما يستهويك هذا الخيار إن كنت تحب التفريم أو القتال في معركة زعيم طويلة، المميز هنا هو عداد الـ arts الذي يشحنه هجوم الـ Digimon خاصتك على الأعداء، لهذا الهجوم أكثر من هيئة تتقدم على مدار القصة، وكلها محورية ضد الأعداء العاتين.

الزعماء
أما معارك الزعماء فليست تقدم تحديًا صعبًا فحسب، بل أغلبها يحوي تجارب مميزة وميكانيكس خاصة للقتال. لمن لعب الديمو فقد كان هذا واضحًا، لكن ما رأيتموه ما كان إلا غيض من فيض. فبعض معارك الزعماء كانت مميزة لدرجة تضفي شعورًا أنك في لعبة مختلفة، لكن هذا لا ينفي كون بعض الزعماء لم يرتقِ لمستوى التطلعات.

المحتوى
تحتوي اللعبة على مدة لعب مشابهة لألعاب التصنيف، فهي تقارب الـ 50 ساعة مع المحتوى الجانبي للتختيمة الواحدة. معظم هذا الوقت قصة رئيسية، حيث أن الطلبات والمهام الجانبية بالكاد تستهلك 5-9 ساعات، حيث تركز اللعبة على تجربتها القصصية فوق تنويع المحتوى. لكن تطوير الـ Digimon ووضعهم في الـ farm والتفاعل معهم يعد محتوى بحد ذاته. أتصور أن تنفيذ كل التطورات سيستغرقك 70 ساعة إضافية على الأقل، بالإضافة لتختيمات الصعوبات الجديدة، فأعتقد أن اللعبة قدمت محتوى أكثر من كافٍ لعشاقها.
المستوى التقني و الأداء:
بصفتها لعبة تبادل أدوار تقليدية، Digimon Story: Time Stranger تعد لعبة خفيفة وغير متطلبة أبدًا. المستوى الرسومي يعتمد على توجه فني شبيه بالأنمي، مما يجعل التنقل سلسًا طوال اللعبة. قد تعاني من stutter مرتين أو ثلاثة طوال اللعبة في مشاهد زلازل/تحطيم مباني لثانيتين أو أقل. دون ذلك، لا يوجد ما يذكر عدا شاشات التحميل للتنقل من مكان لآخر. مدة الشاشات ليست بالطويلة وعددها ليس بالكبير، لكنها نقطة تستحق الذكر والتنويه. المذهل أنه حتى أثناء القتال، لو رفعت السرعة لأقصى حد فلن يتأثر أداء اللعبة، حتى مع المؤثرات المبهرجة والأنيميشنز الخاصة. فعند تفكيرك بلعب اللعبة، المستوى التقني ليس شيئًا تقلق حياله.

لعبة "Digimon Story: Time Stranger" أثبتت أنها أكثر من مجرد لعبة جديدة في السلسلة، بل التجربة التي كان ينتظرها عشاق Digimon منذ سنوات. فهي لا تكتفي بتقديم معظم العناصر التي يحلم بها اللاعبون من نظام قتال عميق وأسلوب لعب إستراتيجي إلى عالم غني مليء بالتفاصيل والمغامرات، بل تجمع كل ذلك في قالب JRPG متكامل يلبي تطلعات محبي هذا النوع من الألعاب. ومع الاهتمام الواضح بالجوانب القصصية وتطوير الشخصيات والجانب الاستكشافي، يمكن القول بثقة إن "Time Stranger" تمثل خطوة كبيرة للأمام للسلسلة، وتعد واحدة من أفضل التجارب التي يمكن لعشاق ألعاب تبادل الأدوار اليابانية خوضها هذا العام.
المحاسن
- قصة متماسكة وممتعة.
- نظام تطوير رائع.
- مكافأت مجزية على إعادة القتالات.
- قتالات زعماء مرضية.
- تقديم باهر للعالم الرقمي.
المساوئ
- تهميش بعض الشخصيات مع تقدم القصة.
- دنجنز محبطة وأقل من عادية.

شارك في النقاش
لتترك تعليقًا، سجِّل دخولك.