المقدمة

تعود سلسلة Dying Light من جديد بجزء يحمل اسم The Beast، محاولةً استعادة مجدها ومكانتها التي تزعزعت بعد خيبة الأمل التي أحدثها الجزء السابق Dying Light 2، والذي رغم التحسينات الكثيرة التي تلقاها عبر التحديثات المستمرة، لم يتمكن من إرضاء تطلعات جمهور السلسلة بشكل كامل. هذه المرة، تدخل Techland بمشروع طموح يحمل على عاتقه مهمة صعبة: إنقاذ السلسلة من التراجع، وإعادة حماس اللاعبين القدامى وجذب الجدد إلى عالمها المظلم والمليء بالموتى الأحياء. فهل نجحت The Beast في حمل هذا الإرث الثقيل والارتقاء بالسلسلة إلى مستوى جديد يليق باسمها؟ لنكتشف ذلك في هذه المراجعة.

Content Image

القصة

تدور قصة The Beast حول البطل العائد Kyle Crane، فبعد سقوط Harran في الجزء الأول تم القبض عليه من قبل شركة طبية يرأسها عالم مجنون باسم ماريوس فيشر "Marius Fischer" أو الملقب بالبارون، بعد 13 سنة من التعذيب والتجارب يتحرر كرين وفي رأسه هدف واحد، أن يصبح أقوى حتى يتمكن من الانتقام.عودتنا Dying Light دائمًا على التركيز في تصميم العالم وأسلوب اللعب أكثر من القصة، رغم ذلك القصة جيدة نوعًا ما وتعتبر ممتازة لجمهور السلسلة.في البداية، تتحرك الأحداث بشكل عادي مع مهام عادية تعليمية لأسلوب اللعب والعالم، مثل اذهب هناك واجلب الأشياء وتلك المهام المعروفة في ألعاب العالم المفتوح. تواجه اللعبة في منتصفها مشكلة بسيطة في التمطيط وبطء الأحداث، فتبدأ الشخصيات بإرسالك لأبعد الأماكن في الخريطة، وليس شيئًا مفاجئًا لهبوط المستوى، كون اللعبة في الأصل إضافة. ولكن مع آخر الساعات والمهام، تنقلب وتيرة القصة رأسًا على عقب مع أحداث نهاية هي الأفضل في السلسلة حتى الآن، ورفع من قيمة القصة بشكل ضخم. يتميز الجزء بالتطور الملحوظ في المهام الجانبية، فبعضها يتفوق حتى على المهام الأساسية.أما مستوى الشخصيات، فعدا البارون و Crane وبعض الاستثناءات، فالتفاوت واضح بين مستوى الشخصيات.

أسلوب اللعب

تتميز سلسلة Dying Light بمزجها بين الباركور السريع والقتال الوحشي، ومع The Beast لم تتغير خلطة السلسلة كثيرًا، بل تقدم نفس الأساس مع تطورات اللعبة في ميكانيكيات اللعب بشكل كبير عن سابقتها. فشعور الضرب وتقطيع الأعداء إلى أشلاء لم يفقد بريقه بتاتًا، بل أصبح أفضل من قبل، بفضل المستوى الدموي المبالغ فيه وفيزيائية الأعداء الممتازة. أما الباركور فهو أقرب للجزء الثاني مع تطورات كبيرة جدًا، فميكانيكياته وقوى استجابته تجعل من الباركور الأفضل في السلسلة حتى الآن، على الرغم من السلبية التي سيتم ذكرها في فقرة العالم المفتوح. أما الأسلحة فتمتلك اللعبة ترسانة متنوعة من الأسلحة اليدوية أو النارية، يمكن العثور عليها بالعالم أو صناعتها. وبالحديث عن الأسلحة النارية أيضًا، تشهد اللعبة تطورًا ملحوظًا في نظام التصويب والمعارك النارية، فيتطلب التصويب دقة أكثر حتى تقتل الأعداء بسرعة، وللحفاظ على الرصاص الذي يعتبر شحيحًا جدًا، وبصعوبة يمكن الحصول عليه في العالم.وبما أن Crane هو نصف بشري ونصف متحول، تقدم اللعبة نظام الـ Beast Mode الذي ترتفع فيه قوة وشراسة Crane، فعند امتلاء عداد الغضب إما بأن تضرب الأعداء أو تتلقى الضرر، ينطلق فجأة كربن ويتحول. يمكنك عن طريق شجرة المهارة فتح خاصية للتحكم في إطلاق الوحش، وعلى الرغم من متعة التحول، إلا أنه لم يمنع الشعور بالإحباط من الـ Beast Mode نظرًا للتوقعات.وتقدم اللعبة نظام تقدم بسيط يعتمد على المستوى، فيوجد نوعان من النقاط لتطوير شجرة المهارة: نقاط الوحش التي تستخدم في تطوير مود الوحش عند Crane، والتي يحصل عليها Crane من خلال هزيمته للوحوش المشوهة أو الـ "Chimera"، ونقاط Survival التي يمكن الحصول عليها من خلال نشاطاتك، كإكمال المهام أو ضرب الأعداء أو الباركور وغيرها، والتي تمكنك من فتح المهارات مثل الـ Dropkick الأيقوني للسلسلة…أما بالمقارنة بالأجزاء السابقة، فتعاني شجرة المهارات من انحدار بالمستوى نتيجة قلة المهارات التي يمكن فتحها.

العالم

وادي Castorwoods – أجواء ريفية جميلة وعالم مفتوح ممتع.

تقع أحداث اللعبة في وادي Castorwoods الريفي، يوصف بأنه كان وجهة سياحية سابقة تضم منتزهاً وطنياً وبعض المواقع الصناعية، ولكن كان ذلك قبل حدوث الوباء وسقوط البشرية. توفر Castorwoods طرقاً متعددة في التنقل وباستخدام التنقل بين الأقدام وقيادة المركبات تجعل من التنقل في العالم سريعاً وسلساً مع وجود محتوى يملأ العالم، ولكن إحدى أبرز سلبيات العالم أنه يحد من استخدام الباركور، إذ توفر اللعبة مناطق مفتوحة كثيرة وتجعل التركيز على الباركور أقل مقارنة بالجزأين السابقين، وأيضاً عدم استغلال الـ Grappling Hook بشكل جيد، وأقرب إلى إضافة The Following. فخلاصة الموضوع أن تصميم العالم جيد جداً، ولكنه يواجه مشكلة في استغلال وإبراز ميكانيكيات الباركور الممتازة.وأيضاً تعتبر Castorwoods أرض تجارب للبارون، فيمكن العثور على عدد متنوع من الأعداء، ينقسم الأعداء في اللعبة إلى قسمين: البشر والمتحولون.البشر قد يكونوا جنود البارون أو قطاع طرق، قتالهم لا يختلف كثيراً عن قتال البشر في الجزء الثاني مع بعض التطورات في الذكاء الاصطناعي. أما الوحوش، لا يختلف تنوعهم كثيراً عن الجزأين السابقين مع بعض الإضافات كوحوش الـChimera.أما الليل في اللعبة فيعتبر إحدى أبرز الإيجابيات، فالظلام الدامس وظهور وحوش الـVolatile جعل من الليل أشبه بالجزء، بل يكاد يكون أكثر رعباً.

المستوى التقني والرسومات

معظم اللعبة كان أداءها التقني ممتازًا، مع ثبات معدل الإطارات والجودة، فلم أواجه إلا بضعة مشاكل بصرية طفيفة، ولكن توجد بعض المشاكل التقنية وأحدها تسبب في إعادتي لخمس ساعات لعب بسبب خطأ تقني منعني من التقدم في إحدى المهام، ورسومات تقدم تفاصيل دقيقة للغابات الكثيفة والبيئة الجبلية المحيطة والمدن الصغيرة. كما أن الإضاءة الديناميكية وتعاقب الليل والنهار يضيفان واقعية وأجواء مرعبة تعزز من تجربة البقاء.

Content Image

تم مراجعة اللعبة على جهاز الـ PlayStation 5.

0
1
2
3
4
5
6
7
8
9
.
0
1
2
3
4
5
6
7
8
9
الخلاصة

تقدم Dying Light: The Beast تجربة رعب بقاء وآكشن عظيمة طال انتظارها وتنجح في إعادة السلسلة إلى مسارها الصحيح مع تحسينات واضحة على أساسيات اللعب، أبرزها نظام الباركور أصبح أكثر سلاسة. وعالم Castorwoods يمنح اللعبة طابعا ريفيا جميلا ومساحة واسعة للاستكشاف ونهاية قوية ورسومات ممتازة وأداء تقني ثابت، تثبت اللعبة نفسها كواحدة من أبرز ألعاب هذا العام.

المحاسن

  • أسلوب لعب ممتع جدًا بنظام حركة سلس ومستجيب، وقتال ممتع وحشي ودموي
  • قصة انتقام جميلة مع نهاية عظيمة
  • عالم مفتوح رائع وجميل ومليء بالمحتوى الممتع مع تصميم يمنح تنوع التنقل بين الأقدام والمركبات
  • مهام جانبية ممتعة وقوية وتصل لمستوى المهام الرئيسية
  • الليل الأكثر رعبا في السلسلة
  • تصميم صوتي ممتاز مع موسيقى رائعة

المساوئ

  • تباين في مستوى كتابة الشخصيات
  • عدم استغلال ميكانيكات الباركور بشكل كامل
  • الـ Grappling Hook منحدر المستوى وشبه غير قابل للاستخدام أغلب الوقت