المقدمة

تبدأ اللعبة كمنارة طال نسيانها لعقود، يقوم طائر باسم "Twig" بإيقاظها هربًا من العاصفة الخبيثة. سرعان ما تبدأ اللعبة بعرض عالمها المليء والنابض بالحياة للاعب، مستعرضةً قوة توجهها الفني، الأشبه بالابن الذي أنجبته سلسلة Psychonauts الشهيرة مع أحد أفلام الرسوم المتحركة الخاصة باستديو Ghibli. تعرض اللعبة قصتها البسيطة وعالمها المتنوع دون تفوه الكائنات المتواجدة فيها بأي كلمة، وتعتمد بشكل كامل على عرض تصرفات وردود فعل الشخصيات بجانب السرد البيئي والألغاز.

القصة والعالم

تبدأ القصة باللاعب كمنارة منسية منذ الأزل، أيقظت من قبل الـ Twig الذي وجد من خلالها مهربًا آمنًا من العاصفة وصديقًا خلال الرحلة، متجهين لقمة الجبل على الجزيرة. تروي اللعبة قصة في غاية البساطة، ولكنها جميلة وتفي بالغرض في نفس الوقت. تعتمد اللعبة على عالمها في عرض وتقديم القصة، المليء بالكائنات المتفاعلة والمناظر الساحرة التي تحكي الحكاية كما لو أنها مكونة من عدة لوحات فنية جمعت وشُكلت على هيئة عالم لعبة. عالم اللعبة منوع ويحتوي على العديد من البيئات والكائنات المختلفة التي تتفاعل مع اللاعب.

Content Image

أسلوب اللعب

تبدأ اللعبة بإيقاع لعب بطيء للغاية، وربما يكون هذا الخيار مقصودًا من المطور ليمنح اللاعب فرصة للتأمل في العالم الذي بناه بعناية، وليتذوق تفاصيله الجمالية على مهل. فالإيقاع الهادئ يتيح لك أن تنغمس في أجواء اللعبة، وأن تتعرف تدريجيًا على بيئتها وقصتها دون استعجال. إلا أن هذا البطء، رغم نواياه الفنية الواضحة، قد يثقل التجربة بالنسبة لفئة من اللاعبين الذين يبحثون عن تفاعل أسرع أو تحديات أكثر حيوية منذ الدقائق الأولى.

أسلوب اللعب في جوهره يعتمد على الألغاز مع لمسات خفيفة من تسلق المنصات، ورغم بساطة الميكانيكيات الأساسية، إلا أن اللعبة تنجح في تقديم تنويع جميل وممتع في طرق توظيفها. فكل منطقة جديدة تقدم فكرة صغيرة تضيف لمسة مختلفة على التجربة، ومع تقدمك في الرحلة يبدأ الإيقاع بالتصاعد وتبدأ التحديات تأخذ طابعًا أكثر إثارة وتنويعًا. ومع ذلك، تبقى الألغاز نفسها بعيدة عن مستوى العمق أو الإبداع الذي يوازي روعة العالم وتصميمه البصري.

فهي من جهة تمنح إحساسًا مريحًا بالإنجاز، وتشكل دافعًا للاستمرار، لكنها من جهة أخرى تفتقر إلى العنصر الذهني المحفز الذي يجعل حلها ممتعًا، إذ لا تتطلب الكثير من التفكير أو التجريب، وغالبًا ما يمكن تجاوزها بسهولة نسبية. الأسوأ من ذلك هو أن اللعبة تقع في فخ التكرار. كثيرًا ما تجد نفسك أمام مهام مكررة الصيغة: "اجمع ثلاث كرات من هذا النوع" أو "اقضِ على ثلاث طفيليات منتشرة في المنطقة"، مما يضعف الإحساس بالتجديد ويجعل بعض اللحظات أقرب إلى الروتين.

ولا يمكن تجاهل أن هذا النمط من المهام المتكررة ينعكس أيضًا على تصميم الألغاز نفسها، فيشعر اللاعب وكأن التحديات تدور في حلقة مألوفة لا تكاد تتغير سوى في المظهر أو اللون. كان بالإمكان بسهولة تجنب هذا القصور عبر إدخال عناصر جديدة أو تطوير تصاعدي في منطق الألغاز، لكن يبدو أن الفريق فضّل الأمان والتكرار على المخاطرة والإبداع.

ولكن لا يمكننا أن نقول عن أسلوب اللعب إلا أنه قد قدم تجربة بصرية آسرة وإحساسًا بالسكينة، لكنه فشل في أن يقدم تنوعًا أكبر في أسلوب اللعب، وتتحول اللعبة من مغامرة فكرية هادئة إلى سلسلة من المهمات المألوفة التي تفتقر إلى الدهشة.

التوجه الفني والرسومات

أول ما تلاحظه عندما تبدأ Keeper هو قوة توجهها الفني، فأول ما تحاول اللعبة فعله هو إبهارك بتوجهها الفني الساحر الأشبه باللوحة الفنية المتحركة، وكأنها مزيج بين توجهي استديو جيبلي وسلسلة Psychonauts، وعلى الرغم من بساطة الرسومات، إلا أنها نجحت في كونها صاحبة أجمل توجه فني رأيته هذه السنة على الأقل، وتلك هي نقطة قوة Keeper.

الأداء التقني والصوتيات

على الرغم من كون الصوتيات جميلة في اللعبة، ولكنها لا ترتقي لمستوى التوجه الفني ولا تقدم شيئًا مميزًا أو جديدًا، ولكنها تفي بالغرض. وعلى العكس من ذلك، فأداء اللعبة على الحاسب الشخصي ليس بالجيد، فهي تعاني من ثقل غير مبرر في الأداء مع تقطعات (stutter) كثيرة التكرار، وبعض الرسومات المتحركة في اللعبة تعمل بمعدل تكرار أقل من الطبيعي لسبب ما (animations).

0
1
2
3
4
5
6
7
8
9
.
0
1
2
3
4
5
6
7
8
9
الخلاصة

لعبة Keeper هي تجربة مميزة بحق، اعتمدت على توجهها الفني الخارق الذي يأسرُك منذ اللحظة الأولى، وسردها البيئي المتقن الذي يُشعرك بأن كل زاوية في عالمها تحكي قصة خاصة بها، إلى جانب التنوع الكبير في أسلوب اللعب الذي يمزج بين الألغاز واستكشاف العالم بشكل سلس وجذاب، لتخرج لنا في النهاية تجربة فريدة وغير مسبوقة في طابعها العام. ومع ذلك، فإن اللعبة تعاني بشكل واضح من التكرار سواء في تصميم الألغاز أو في طبيعة المهام التي تُكلَّف بها، مما يجعل بعض اللحظات تفقد بريقها مع مرور الوقت. وخارج ما ذُكر سابقاً، لا تقدم اللعبة الكثير من العمق الإضافي، إذ تفتقر إلى الألغاز التي تتحدى عقل اللاعب أو تدفعه للتفكير بشكل مختلف، كما أن بدايتها البطيئة قد تُضجر البعض ممن يفضلون وتيرة أسرع وأكثر حيوية في اللعب، وتبقى Keeper تجربة جميلة بصرياً وفنياً، لكنها لا تخلو من نقاط الضعف التي تحد من تميزها الكامل.

المحاسن

  • توجه فني خلاب ومذهل.
  • تنوع في الميكانيكيات الرئيسية لأسلوب اللعب.
  • عالم متفاعل ونابض بالحياة مع الكثير من الرسوم المتحركة - قصة لطيفة بعض الشيء.

المساوئ

  • البعض من التكرار في تصميم المهام والألغاز.
  • بداية بطيئة نوعا ما.
  • انعدام التحدي فالألغاز.
  • بعض المشاكل التقنية على الحاسب الشخصي.