مراجعة She's Leaving

1- المقدمة

مع ظهور الكثير من العاب الرعب في الآونة الاخير، استطاعت لعبة She's Leaving البروز و جذب اهتمامي ، فمن عروضها كان من الواضح أنها تقدم تجربة رعب بقاء مميزة مع التركيز على التحقيق الجنائي. مستلهمة بوضوح من أمثال Resident Evil 2 ومسلسل Dexter, تضعك اللعبة في دور محلل لتناثر الدم يعتمد على عقله وتحليله لأنماط الدماء لحل لغز اختفاء غامض، مسلحاً فقط بصاعق كهربائي وذكاءه. فهل نجحت اللعبة في دمج دقة التحقيق الجنائي مع توتر البقاء على قيد الحياة؟ إليكم مراجعتنا الكاملة لهذه التجربة.

2- القصة

مع توالي حوادث الإختفاء في منطقة Haywood الثلجية والمعزولة، تضعك اللعبة في دور محلل الدم "تشارلز دالتون" الذي يقوده التحقيق نحو قصر Tudor السياحي, وعند دخولك للقصر سرعان ما ينتابك الشعور انك لست وحدك حتى يبدأ شخص مقنع مخيف في مطاردتك في أنحاء القصر, القصة مثيرة للإهتمام وتعتمد على حوارات الراديو والملفات المبعثرة وتحاليل الدم في بناء عالمها وشرح قصتها، ورغم قِصر اللعبة إلا أنها قدمت قصة غامضة جميلة ومثيرة للإهتمام تجعلك تريد معرفة المزيد كلما تقدمت فيها .

3- أسلوب اللعب

يعتمد أسلوب اللعب على التحقيق الجنائي والاستكشاف والتسلل والهروب، فنقاط اللعبة الرئيسية هي استكشاف القصر والبحث عن الأدلة من خلال اكتشاف بقع الدم وتحليلها، حيث يشمل معرفة ما إذا كانت البقع ناتجة عن ملامسة مباشرة، او تساقط الدم من على أداة ما، أو تدفق الدم من بقع كبيرة من خلال الإعتماد على الطب الشرعي الواقعي، تعطيك اللعبة شعور جميل عند تحليلك للدم بشكل صحيح، ولكن عندما تخطئ في الاختيار تتأثر الشخصية بذلك وتدخل في حالة ضباب دماغي يجعلها أبطئ في الحركة مما يعزز خطر قبض القاتل عليك ولكن بسرعة يختفي تأثيرها مما يجعل هذه الميكانيكية عديمة الفائدة نوعا ما، وعلى الرغم من امتياز نظام التحليل إلا أنه بسرعة ستشعر بمحدودية هذا النظام بسبب انتهاء جزئية البحث بسرعة وايضا سهولة العثور على بقع الدم من خلال جعلها على تشققات جدار واضحة للعين ,فيؤثر في عنصر البحث والاستكشاف فاللعبة.

أما تصميم المراحل فتشبه الى حدٍ كبير العاب Resident Evil من خلال الإعتماد على عناصر الميترويدفينيا، ولكن مع الأسف تظهر مرة اخرى مشكلة اللعبة الرئيسية وهي محدودية افكارها خارج إطار تحليل الدم، فستقضي معظم وقتك تقوم بفتح باب تلو الأخر باحثاً عن المفاتيح او باستخدام سلاحك في فتح الأبواب دون وجود اي خطر كبير من القاتل حتى تصل الى النهاية، مع غياب مؤثر وواضح للألغاز عدا واحد او اثنين، اما القاتل في البداية يكون مرعب مع عدم معرفتك اين سيكون واصواته المخيفة الي تذكرني ب"مستر X" من RE2 وعند ملاحقته لك تعطيك اللعبة الفرصة لاسقاطه للحظات حتى تتمكن من الهروب منه، ولكن مرة أخرى سرعان ما ستشعر بسطحية القاتل ومحدودية افكاره وميكانيكياته وحتى ان قبض عليك فاللعبة فوراً تقودك لشاشة سوداء مع عبارة "You Are Dead" فعدم وجود انميشن للموت زادني احباطاً و يقلل الكثير من رعب مطاردة القاتل لك.

4- الأجواء والمستوى الفني والتقني

تشكل الأجواء في She's Leaving العمود الفقري للتجربة حيث نجح استوديو Blue Hat في خلق شعور دائم بالعزلة والقلق داخل قصر هايوود الضخم المحاصر بالثلوج.

هذا الموقع النائي يساهم في بناء فكرة الحصار النفسي، حيث أن الإضاءة الخافتة والمصادر الضعيفة للضوء تعطي طابع قوي مرعب، وتخدم هذه الأجواء بتصميم صوتي بارع يتجنب الموسيقى الصريحة ويعتمد بدلاً من ذلك على الأصوات المحيطة، مثل صرير الأرضيات واصوات الرياح لتعزيز التوتر، فلا تعتمد اللعبة على الإخافة المفاجئة الرخيصة، بل تبني التوتر ببطء شديد، مما يجعلك تشعر بوجود المطارد قبل رؤيته فعلياً (وأيضا سماعه)،أما على المستوى التقني فالأمور جيدة لا وجود لأي اخطاء تقنية او هبوط إطارات مع مستوى رسومي جيد جدا فتتميز اللعبة برسوماتها الجميلة والي تضيف الكثير الى الاجواء من الناحية الجمالية وايضا المرعبة.