المقدمة

بعد ثلاثين ساعة من المتعة الخالصة، أستطيع القول إن Sonic Racing: CrossWorlds ليست لعبة kart racer عادية، بل محاولة رائعة من Sega لتقديم تجربة جديدة ومختلفة في هذا النوع من الألعاب. في لعبة تبني متعتها على تنوع أسلوب اللعب، حرية التخصيص، والتوازن بين الاحتراف الفردي والابتكار في المضامير.

أسلوب اللعب

من أبرز نقاط القوة في التجربة هو دقة التحكم واستجابته. الدريفت ليس مجرد وسيلة للانعطاف، بل نظام مثالي يعتمد على التوقيت الصحيح الذي تستخدمه فيه. يبدأ ضعيفًا ويتطور تدريجيًا ليمنح مكافأة واضحة في حال تم تنفيذه بدقة. هذا التصميم يجعل التعامل مع المنعطفات جزءًا أساسيًا من إتقان اللعبة، ويكافئ من يتقن قراءة المسار بشكل مسبق. مع وجود القفزات والحركات الجوية. عند القفز من منحدر أو منصة، يمكن تنفيذ حركة سريعة تكافئ اللاعب بزيادة في السرعة. والفشل في ذلك يؤدي إلى فقدان الإيقاع وربما خسارة المركز. هذه التفاصيل تجعل السباقات ديناميكية وتعتمد على القرارات التي يتخذها اللاعب. مع وجود الجزئيات الجوية والبحرية، التي تكون أبطأ وأكثر انزلاقًا، لكنها تفرض أسلوب قيادة مختلف. حيث يعتمد على المناورة الحذرة وتجنب الاصطدام. هذا التنوع بين البر والجو والبحر يحافظ على توازن وتنوع السباقات ويمنعها من التحول إلى تجربة مكررة. ووجود هذا التنوع في أساليب القيادة هو ما يجعل نظام التخصيص مهمًا وذا أثر. ويجعل اللاعب يفكر في موازنة المركبة لتكون مناسبة لجميع أساليب القيادة.

نظام تخصيص المركبات والشخصيات

تقدم اللعبة مجموعة واسعة من الشخصيات القابلة للعب التي يصل عددها عند الإطلاق إلى 23 شخصية، مع وعود بزيادتها عبر تحديثات مجانية و season pass مدفوع. التنوع هنا ليس مجرد أشكال، بل يغير في أسلوب القيادة وقدرات كل شخصية. فالشخصيات السريعة مثل سونيك وشادو تتميز بقدرة عالية على المناورة، لكنها تعاني من ضعف في قوة الاصطدام، مما يجعلها خطرة في الجزئيات الضيقة أو البحرية. أو شخصيات مثل Knuckles أو Big the Cat التي تعتمد على القوة والصلابة التي تمكنها من الصمود أمام الهجمات، لكنها أقل مرونة في المنعطفات الحادة. أما الشخصيات مثل Tails أو Sage، فتوازن بين السرعة والتحكم الدقيق، وغالبًا ما تستفيد من أدوات الدعم والقدرة على استغلال المسارات البديلة بكفاءة. هذا التنوع في الشخصيات وأساليب لعبها يضيف عمقًا للسباقات. فاختيار الشخصية لا يكون قرارًا شكليًا، بل يحدد طريقة خوض السباق.كل هذا مع نظام تخصيص المركبات الذي يزيد التجربة عمقاً. يتم التخصيص عبر جمع عملة Donpa Tickets التي تمكنك من الحصول على أجزاء جديدة للسيارة التي تؤثر في نسب السرعة، والتسارع، والثبات، وقوة الاصطدام، وغيرها. مما يجعل اللاعب يكون أسلوب اللعب الخاص به مع مرور الوقت. إضافةً إلى ذلك، هناك أدوات مساعدة (Gadgets) تمنح مزايا عملية مثل تعزيز أسرع بعد الدرفت أو رفع الحد الأقصى من الحلقات التي يمكن تجميعها، بل وحتى البدء بميزة جاهزة منذ لحظة الانطلاق. المثير في النظام أن عدد الأدوات المسموح باستخدامها يزداد مع التقدم، مما يصنع شعوراً مستمراً بالتطور. لكن يظل عيباً ملحوظاً أن هذه المزايا غير متاحة في اللعب المحلي، مما يجعل اللاعبين الآخرين مقيدين بالسيارات الجاهزة، وهذا ما قد يجعل التجربة غير عادلة في بعض الأحيان.المشكلة أن وتيرة الحصول على هذه العملة لا تتماشى مع أسعار القطع، خصوصاً مع التقدم في اللعبة. فبينما ترتفع تكلفة الأجزاء المتقدمة بشكل كبير، تظل المكافآت التي يحصل عليها اللاعب من السباقات محدودة نسبياً، مما يصنع فجوة واضحة. هذا التوازن المفقود قد يدفع اللاعب إلى إعادة السباقات مراراً من أجل جمع ما يكفي من التذاكر.

تنوع الأطوار

الأطوار تعطي تنوعاً مرضياً على الرغم من غياب القصة. طور Grand Prix يقدم سلسلة بطولات تتدرج في الصعوبة، ويضع اللاعب في مواجهة خصوم يزدادون صعوبة مع كل سباق، حتى أن بعضهم يستخدم تكتيكات قاسية تبدو غير عادلة أحياناً لكنها تضيف تحدياً ممتعاً. في المقابل، طور Race Park يركز على اللعب الجماعي ويحتسب نتائج الفريق ككل، ما يجعله مختلفاً في الإيقاع ويكافئ التعاون أكثر من الأداء الفردي. مع وجود أطوار اخرى مثل طور المواجهة و غيرها.ميكانيكية العوالم المتقاطعةالابتكار الأهم في هذا الإصدار يظهر في نظام العوالم المتقاطعة (CrossWorlds). بعد اللفة الأولى، يختار المتصدر بين عالمين مختلفين للانتقال عبر بوابات خاصة، فيواصل السباق في بيئة جديدة كلياً. هذا النظام يضمن أن السباقات لا تتكرر بنفس الشكل، ويضيف عنصر المفاجأة حيث يمكن أن تنتقل من مضمار صحراوي إلى عالم آخر أكثر خطورة خلال ثوانٍ قليلة.

المضامير والتوجه الفني

التنوع البصري مذهل، إذ تجد نفسك تتنقل بين عوالم مستوحاة من تاريخ سلسلة سونيك. من Frontiers بأفقها الواسع، إلى Superstars المليئة بالألوان، إلى Shadow Generations. كل مضمار غني بالتفاصيل لدرجة أنك أحيانًا تنشغل بمشاهدة الخلفية وتنسى التركيز على القيادة. لكن الجمال ليس كل شيء، فالمسارات نفسها مصممة لتكون اختبارات متواصلة لمهارتك. هناك منعطفات قاسية تتطلب إتقان الدرفت بدقة، قفزات طويلة لا تجتازها إلا إذا ضبطت سرعتك جيدًا، وممرات جانبية تقدم مخاطرة واضحة مقابل مكافأة ثمينة. الأهم من ذلك أن الانتقالات بين الأرض والجو والبحر تتم بسلاسة كبيرة، فلا تشعر بأنك تدخل وضعًا جديدًا، بل تواصل القيادة بينما يتغير إيقاع السباق أمامك. ومع إضافة ميكانيكية العوالم المتقاطعة، يصبح لكل مضمار هوية مزدوجة تقريبًا، ووجود 24 مضمار أساسي و 15 خاص يجعل كل سباق مميزًا عن سابقه.

الصوتيات والجانب التقني

صحيح أن الأداء في معظم الأوقات جيد، لكن أثناء السباقات المليئة بالمؤثرات والانفجارات تظهر مشاكل ملحوظة في معدل الإطارات. وظل التذبذب واضحًا في بعض اللحظات، مما يفسد شيئًا من سلاسة القيادة.ورغم أن إضافة شخصيات جديدة عبر المحتوى الإضافي تمنح اللعبة جرعة من التنوع وتسمح للجمهور برؤية وجوه محبوبة أو غير متوقعة داخل السباقات، إلا أن هذه الإضافات جاءت ناقصة بشكل واضح. المشكلة الأبرز أن الشخصيات لا تمتلك أي تمثيل صوتي خاص بها، الأمر الذي يجعل حضورها باهتًا ويفقدها الكثير من الشخصية والروح.أما الموسيقى، فهي جزء أساسي من هوية أي لعبة Sonic، لكل مضمار مقطوعة خاصة تناسب أجواءه. ألحان إلكترونية سريعة للمدن المستقبلية، مقاطع ملحمية للمضامير الواسعة، وموسيقى غامضة للعوالم المظلمة. وجود هذه الموسيقى يجعل كل سباق تجربة سمعية ممتازة.

تمت المراجعة على نسخة Steam حصلنا عليها من الناشر.